نظمته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا)
برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي حفظه الله، وبحضور
وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية؛ الدكتور بدر حجر المطيري، قامت
الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون
الإنسانية (أوتشا)، وبرعاية كريمة من كبرى المنظمات المحلية والإقليمية
والعالمية، تم تنظيم "المؤتمر التاسع للشراكة
الفعالة"، تحت شعار: "شراكة إنسانية"، بمشاركة عديد من الجهات الرسمية، ومنظمات العمل
الإنساني.
وقد تمثَّلت الغاية الرئيسية من المؤتمر في: تسليط الضوء على الأحداث الإنسانية المؤسفة الجارية في "قطاع غزة"، ورفع الوعي بضرورة
التدخل الإنساني المشترك من أجل التخطيط للتعافي المبكر في هذه الكارثة الإنسانية
التي تسبَّب فيها عدوان الاحتلال الغاشم، حيث سعى المؤتمر لتحقيق ذلك عبر تقديم
عدد من الحلول المقترحة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والخبراء
المشاركين ضمن فعالياته وأنشطته وجلساته النقاشية.
وأتى على رأس الحلول المقدمة: إطلاق المبادرة الإنسانية "سند" - تعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع غزة، والتي شهدت -بفضل الله- ثم بمشاركتكم المباركة كانطلاقة فقط إعلان برامج تجاوز (2,000,696,314) مليار دولار أمريكي لصالح قطاع غزة، يتم تنفيذها خلال العامين 2024، 2025، وستعمل المبادرة خلال العامين القادمين -كمرحلة أولى قابلة للتمديد- على حشد الجهود لدعم التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة في قطاع غزة، ودعم آفاق التعافي المبكر لسكَّان القطاع من منظور القطاع غير الربحي والمنظمات الإنسانية الدولية المشاركة؛ لضمان اتخاذ تدابير فعَّالة، وتطبيق آليات مستدامة، تجاه عملية الإغاثة والتعافي المبكر في القطاع، من خلال المسارات الخمسة للمبادرة؛ وهي: التدخلات المنقذة للحياة، والإيواء، والصحة، والتعليم، والتمكين الاقتصادي.
وعملاً على تحقيق الغاية الإنسانية النبيلة للمؤتمر، وتحقيق أهداف المبادرة المنبثقة عنه، وانطلاقًا من مخرجات الجلسات النقاشية، ومن مداخلات الخبراء والمختصين؛ فيسعدنا الإعلان عن توصيات المؤتمر التالية:
أولاً: إطلاق نداء إنساني عاجل ومناشدة لجميع قادة الدول
والحكومات، وقيادات الهيئات والمؤسسات الدينية، ورؤساء المنظمات الدولية على مستوى
العالم؛ للتدخل العاجل من أجل وقف الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة؛ خصوصًا
في ظل تطور الأحداث في منطقة رفح، مع العمل بشكل جادٍّ على إلزام جميع الأطراف
بإنفاذ القانون الدولي الإنساني، وتنفيذ القرارات الصادرة من المنظمات الأممية،
وضمان عدم الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي أصبحت ممارسة يومية في قطاع غزة.
ثانيًا: دعوة أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني،
والالتزام بحماية المدنيين والعاملين الإنسانيين في ميدان الإغاثة، وتسهيل مهامهم
في إغاثة المنكوبين والنازحين، وحماية الأعيان المدنية، وعلى رأسها المشافي،
والمدارس، والبنى التحتية.
ثالثًا: دعوة
وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية إلى البدء مبكرًا وتوًّا في
التخطيط لعملية شاملة وممتدة لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع
غزة على مدى السنوات الخمس القادمة، مع تعميق الشراكة، وتعزيز المنح التشاركي؛
لتحقيق التكامل في الموارد والقدرات والممكنات، وتجنُّب ازدواجية الجهود.
رابعًا: دعوة وكالات الأمم
المتحدة الإنسانية والمنظمات الإنسانية على اختلاف أنماطها وأدوارها، إلى المسارعة
في المشاركة في مبادرة "سند"؛ لتعزيز التدخلات الإنسانية والتعافي المبكر في قطاع
غزة، والتي هي انعكاس لمستوى الوعي لدى المنظمات الإنسانية تجاه الأزمة، وإبراز
لدورها الذي لا غنى عنه في الإغاثة وتحقيق التعافي المبكر في مجتمعات الكوارث.
خامسًا: تشكيل لجنة مشتركة من بين المنظمين لتعزيز التواصل
ومتابعة تنفيذ البرامج المعلنة ضمن مبادرة "سند"، وإعداد تقارير دورية
نصف سنوية بتقدُّم التنفيذ، وتقرير ختامي بإنجازات المبادرة، يُقدَّم للجهات
الرسمية في دولة الكويت، وإلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة، على أن يحدَّد
قرار تمديد المبادرة بالتنسيق مع الشركاء بحسب المستجدات لاحقًا.
وأخيرًا:
فإنَّه لا يسعنا في ختام فعاليات هذا
الملتقى الإنساني المبارك؛ إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب
السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه؛ أمير دولة
الكويت، على موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ولجهود العمل الإنساني الكويتي
والعالمي، كما نتوجَّه بخالص الشكر إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي حفظه الله
على رعايته للمؤتمر، وإلى سعادة وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية على حضوره
وافتتاحه لفعاليات المؤتمر، كما نتوجه بالشكر أيضًا إلى معالي الأمين العام للأمم
المتحدة على حرصه البالغ على مخاطبة المؤتمر، والشكر موصول لشركاء المؤتمر
الاستراتيجيين والرعاة الداعمين لهذا المؤتمر الإنساني، وأخيرًا نتوجه بالشكر
الجزيل إلى جميع الحضور من ممثلي الجهات الحكومية والرسمية، ووكالات الأمم
المتحدة، والمنظمات الإنسانية والمدنية، واللجان العاملة، التي أسهمت في إنجاح هذا
المؤتمر، تخطيطًا وإعدادًا وتنظيمًا، سائلين المولى عز وجل أن ينفع بما قدمتموه من
جهود مشكورة، وأن يحقِّق ما نطمح إليه جميعًا من نتائج ومخرجات، تُسهم بدور فاعل
في تحقيق أهدافنا من هذا المؤتمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين