الأربعاء، 11 مايو 2022

نماء الخيرية توقِّع اتفاقية شراكة مع مفوضية شؤون اللاجئين لدعم التعليم





- سعد العتيبي: التعليم الجيد هو في الواقع كل شيء فهو يساعد على حماية اللاجئين ويمنحهم الأمل بمستقبلهم 

- نسرين ربيعان: ذلك يتماشى مع خطة التنمية للأمم المتحدة لعام 2030م 


وقعت نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي بمنطقة الروضة، أمس الثلاثاء، اتفاقية مساهمة لتمكين المفوضية في تقديم البعثات الجامعية على مدار 4 سنوات إلى 14 طالباً من اللاجئين السوريين في المنطقة، ضم برنامج منح التعليم العالي التابع للمفوضية. 

وفي هذا الصدد، أكد الرئيس التنفيذي في نماء الخيرية في جمعية الإصلاح الاجتماعي سعد مرزوق العتيبي، أن العلم هو سر نهضة الشعوب وتقدمها، والتعليم الجامعي أحد العناصر الأساسية المهمة في دعم التنمية البشرية في جميع أنحاء العالم، حيث إنه لا يوفر للفرد المهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل فقط، وإنما يوفر أيضاً تدريباً ضرورياً لجميع الأفراد على اختلاف تخصصاتهم سواء كانوا اقتصاديين أو مدرسين أو أصحاب مهن أخرى. 

وبيَّن العتيبي أن التعليم الجيد هو في الواقع كل شيء، فهو يساعد على حماية اللاجئين ويمنحهم الأمل بمستقبلهم ويعزز التماسك الاجتماعي ويمكن للاستثمارات في التعليم أن توفر فرصاً حقيقية للمجتمعات المستضيفة. 

وأضاف العتيبي: لا شك أن أزمة اللاجئين السوريين لا تزال تتصدر عناوين الصحف ووسائل الإعلام العالمية نظرًا لحجمها وانعكاساتها الإقليمية والدولية المستمرة، لكن في طيات هذه الأزمة هناك كارثة كامنة بعيدًا عن الأنظار لا تقل شأنًا في تأثيرها على مستقبل الأمة السورية وهي الأزمة التعليمية، وعدم استطاعة اللاجئ إكمال دراسته الجامعية. 

وقال العتيبي: من بين اللاجئين السوريين الذين هربوا من الصراع في بلدهم هناك عشرات الآلاف من الشباب السوريين الذين توقفوا عن متابعة تعليمهم الجامعي فجأة، مما قضى على آمالهم نحو مستقبل أفضل، فقبيل اندلاع الأزمة بلغ معدل إكمال الدراسة الثانوية 74%، ونحو ربع أعداد الفئة العمرية بين 18 و22 سنة كانوا يستكملون دراستهم الجامعية. 

وتابع العتيبي: لذا وقعت نماء الخيرية اتفاقية لدعم برنامج التعليم العالي التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ظل التحديات التي يواجهها اللاجئون للوصول إلى التعليم العالي، خصوصاً في ظل جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية، حيث لا تتجاوز نسبة التحاق اللاجئين بالتعليم العالي حاجز الـ5%، وفقاً لأحدث تقارير المفوضية الخاصة بالتعليم. 

وأكد العتيبي الاهتمام بالعملية التعليمية من أبرز الأولويات لنماء الخيرية التي رفعت شعار "نهتم بالإنسان"؛ لتخريج جيل نافع لنفسه ومجتمعه وأمته، فمن الأمور التي تدمي القلب رؤية بعض الطلاب محرومين من الدراسة بسبب مصروفاتهم الدراسية ما يعرض جيلاً كاملاً للضياع، فالتعليم عصب الحياة وأساس تقدمها وبه تتقدم الأمم. 

وأشار العتيبي إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين المؤسسات الخيرية الكويتية والمنظمة الدولية تطور مهم للعمل الخيري والإنساني، فلم يعد بإمكان المؤسسات الخيرية أن تعيش في معزل عما يحدث في العالم، ومن خلالها يمكن الوصول إلى مناطق النزاعات المختلفة في ظل التحديات التي تواجه العمل الإنساني 

وأضاف العتيبي: لقد أضحت الشراكة مع تطور آفاق العمل الخيري ثقافة ضرورية لتنمية المجتمعات الفقيرة، وحاجة ملحة لتمكين المؤسسات الخيرية عبر آليات التنسيق والجودة، وصياغة برامج ومبادرات مشتركة، تعود بالخير والنماء على الإنسانية جمعاء، مبيناً أن نماء الخيرية أرست مبدأ الشراكة في عملها بهدف التكامل مع المؤسسات الخيرية والعالمية الأممية. 

ومن جانبها، قالت نسرين ربيعان، الممثلة الجديدة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت: يعد دعم حصول اللاجئين على التعليم العالي مؤثراً جداً، وهو من ضمن إستراتيجية مشاريع التعليم للمفوضية خلال السنوات القادمة. 

وأكدت ربيعان أن ذلك يتماشى مع خطة التنمية للأمم المتحدة لعام 2030، حيث يدعو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للدول إلى تقديم "تعليم شامل وعالي الجودة للجميع"، و"تعزيز التعلم مدى الحياة" في إشارة صريحة إلى أهمية استهداف الفئات الضعيفة، وهذا يشمل توفير المنح الدراسية، والنهج المبتكرة مثل برامج التعلم المتصل، وكذلك دعوة الوزارات والجامعات والأوساط الأكاديمية في كل الدول لتوسيع نطاق دخول الطلاب اللاجئين إلى مؤسسات التعليم العالي الوطنية والدولية.

وقالت ربيعان: إن هذا التعاون يأتي استكمالاً لمسيرة الكويت الإنسانية، ولطالما كانت دولة الكويت بكافة قطاعاتها الحكومية والخاصة والخيرية سباقة في الاستجابة الإنسانية لكافة شعوب العالم المستضعفة.

وتابعت ربيعان: لا بد لنا اليوم من المضي قدماً هذه الشراكة مع القطاع الخيري الكويتي، المبنية على التنسيق والمتابعة وتبادل الأفكار بهدف تأمين مستقبل أفضل للاجئين في العالم، الذين يعتمدون على المفوضية وشركائها في تقديم الحلول للاستمرار في تأمين الاحتياجات الأساسية لحياة كريمة لهم ولأطفالهم.

وتتطلع المفوضية إلى أن تكون هذه المبادرة استمراراً لشراكة مميزة مع لجنة نماء الخيرية وجمعية الإصلاح الاجتماعي في شتى المشاريع، وخاصة فيما يتعلق بدعم اللاجئين والنازحين، ونشر الوعي حول أهمية تحسين حياتهم، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، ومساعدتهم في بناء مستقبل أفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين