الجمعة، 17 فبراير 2023

نذروا أنفسهم لله - بقلم : خالد الملا

 



قال #ابن_القيم رحمه الله: "إذا كنت تدعو وضاق عليك الوقت وتزاحمت في قلبك حوائجك، فاجعل كل دُعائك أن يعفو الله عنك فإن عفَا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة".

 

نعم نلجأ الى الله نسأله عفوه وغفرانه ليسهل لنا الدروب، ويفتح علينا مغاليق الأبواب،

فمن أراد أن يُفتح له فلِيلح بالدعاء وطرق الباب، فأبواب الخير كثيرة للمسلم فما عليه إلا أن يبادر.. فهذا داعية تعرفت عليه بكمبوديا وهب وقته لله وسخّر نفسه لتعليم تلاميذه كتاب الله فسرعان ما يرى ثمرته بحفظهم للقرآن وبفترة وجيزة متمثلاً بحديث رسولنا الكريم : (اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها) - رواه ابو داود.

 

وأخرى داعية مسلمة في بريطانيا أسست مشروع "دار عدن" وهي بيوت تؤوي المهتديات الجدد وتحافظ على اسلامهم راجية قوله : "فو الله لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم" - متفق عليه.

 

وآخر في تايلند يرأس جمعية خيرية وقد نذر وقته لله وهو بالغربة بعيدا عن وطنه، فتارة يؤسس دور للقرآن وتارة أخرى محاضرات ولقاءات للتعريف بالإسلام ويجتهد ببناء المساجد ومراكز العلم الشرعي وغيرها من الأعمال قربةً لله.

وباجتهاده كأنه وضع نصب عينيه قوله "إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" - رواه احمد.

 

نعم وغيرهم كثير لا نعلمهم ولكن الله يعلمهم ممن يرجون عفو الباري يقدمون ما تجود به أنفسهم من وقتهم ومالهم وجهدهم، وسلوانهم في ذلك رضا خالقهم وبركته عليهم وعلى أبنائهم.

 

 

 

تأمل قول الشاعر:

ناجيته يا من يجيب دعوة من دعا


أنا الفقير لجودك ففضلك ما غابا


أطمع أن تدخلني مولاي برحمتك


في الصالحين وأن تهوّنَ الحسابا


من يعفو عمن أضنته الذنوبُ مثلي


فذنوبي تكاثرت ولا مستِ السحابا


أروم عفوك يا مولاي نادما ومتذللاً


لا أبالي وإن كان القوم عليَّ غَضابا

 

اللهم إنك عفو كريم تُحِب العفو فاعف وارض عنا واجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر يا الله.

 

 

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين