الأربعاء، 2 أغسطس 2017

فوضى في «التطبيقي! »

 



طلبة ينتظرون من يفرحهم (تصوير محمود الفوريكي)


وليد العبدالله |
المشاكل تتوالى في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والضحية هم الطلاب والطالبات الراغبون في الالتحاق بالهيئة والمستمرين فيها كذلك.
بالأمس، واجه أغلب الطلبة، الساعين إلى حجز مقعد دراسي يمكّنهم من استكمال دراستهم ما بعد الثانوية في التخصصات التي يرغبون فيها، مصيرا غريبا ومفاجئا، إذ وجد بعضهم انهم مقبولون في تخصصات غير التي اختاروها، ووجد آخرون أنفسهم محولين من كلية ذات اربع سنوات إلى دراسة الدبلوم، ناهيك عمن لم يتم قبولهم بالمرة أو من أضاعوا أوراقهم دون الإحساس بضياع مستقبل طلبة طامحين إلى اجتياز دراستهم العليا!
ومنذ إعلان «التطبيقي» عن نتائج القبول أمس الأول، وشمل نحو 9059 مقبولا، سرعان ما صب الطلبة المستجدين والمرفوضين جام غضبهم عبر منصة التواصل الاجتماعي «تويتر» تحت هاشتاق # التطبيقي، أعربوا خلاله عن خيبة أملهم وتذمرهم من عدم قبولهم في الرغبات التي يطمحون لها، إضافة إلى حرمان نحو 4000 طالب وطالبة من القبول بلا أسباب مقبولة، لاسيما أنهم أحرزوا نسبا عالية.
وذكرت طالبة عبر «تويتر» أنها حاصلة على نسبة %94 علمي، وفرز قبولها في معهد السكرتارية، وأيدتها أخرى نسبتها %87 بأنها قبلت في كلية الدراسات التجارية في تخصص لا ترغب فيه، علما بانها اجتازت اختبارات القدرات بنجاح.
أخطاء القبول في «التطبيقي» لم تتوقف عند هذا الحد، بل شهدت القضية تفاعلا من أعضاء مجلس الأمة الذين طالبوا وزير التربية والتعليم العالي د. محمد الفارس بسرعة معالجة الخلل أو الرحيل هو ومدير الهيئة عن منصبيهما، مشددين على ان أبناء الكويت خط أحمر. وتطور الأمر إلى التلويح بتوجيه أسئلة برلمانية إلى الفارس للكشف عن إحصائيات ونسب القبول.
القبس انتقلت إلى صالة القبول والتسجيل في المبنيين 7 و11، وكان المشهد غارقاً في «الفوضى»، وغصت الصالة بأعداد كبيرة من الطلبة المستجدين والمرفوضين الذين لم يتمكنوا من التسجيل في كليات الهيئة ومعاهدها، ووصل عددهم إلى نحو 3200 طالب وطالبة، استقبلهم الموظفون بإغلاق الأبواب في وجوههم عند الساعات الأولى من الصباح.
وفي ظل الأجواء الحارة، لم يتمكن معظم الطلبة من دخول الصالة، فقد منعوا بحجة ان القبول نهائي ولا تغيير فيه، وعند إصرار الطلبة خرجت موظفة ودعت المرفوضين من أصحاب النسب من %75 إلى %79 إلى مغادرة الصالة!
وقال طلبة مرفوضون ان عمادة القبول والتسجيل حملت الطلبة أخطاء آلية التوزيع على التخصصات، وأعربوا عن رفضهم لهذا العذر طالما ان موظفي القبول هم من يقومون بفرز الطلبة وتوزيعهم على الكليات والمعاهد.
وأكد طلبة آخرون انه عند استفسارهم عن أسباب عدم قبولهم، رد عليهم موظفون بأن نسب القبول مرتفعة، وانه تم توزيع إحصائيات التسجيل التي تؤكد أن نسب القبول تنحصر بين %75 و%80. وبناء عليه سجلنا عبر الموقع وبعضنا سجل يدوياً حسب التخصصات المتاحة على أن يتم القبول في التخصص ذاته.
ودعت مجاميع طلابية إلى ضرورة تدخل الفارس لحل المشكلة كي لا يتعرض مستقبلهم للخطر بسبب أخطاء موظفين لا يجيدون التخطيط.

اعتراف «التطبيقي»
وعلى النقيض من تصريحات سابقة للفارس قبل إعلان نتائج الثانوية، ذكر فيها ان نسب القبول في الجامعة و«التطبيقي» ثابتة بلا تغيير، أكدت عميدة القبول والتسجيل في الهيئة د. رباح النجادة ان «الأعداد الكبيرة لخريجي الثانوية ومحدودية المقاعد المتاحة، أدت إلى رفع النسب في جميع التخصصات، لا سيما في كلية التربية الأساسية».
وأوضحت النجادة في تصريح صحافي ان الهيئة أعلنت عن قبول نحو 9059 طالباً وطالبة في كلياتها، وقبول نحو 1640 في المعاهد والدورات الخاصة، بإجمالي 10699 طالبا وطالبة في الفصل الدراسي الأول الذي بلغ عدد المتقدمين فيه نحو 14 ألفاً، استوفى 11485 منهم شروط القبول، بينما الميزانية المرصودة للقبول في الفصل المعني لا تتجاوز 9877 طالباً وطالبة.
وذكرت ان رغبة الطالب في اختيار التخصص والتأكيد عليها، يتطلب تحقيق الشروط الخاصة بكل تخصص على حدة، وأهمها شرط اجتياز المقابلة الشخصية واختبار القدرات لبعض التخصصات، وفي حال عدم اجتيازهما يقبل المتقدم في الرغبة التالية من الرغبات الـ12، ووفق النسب الأعلى ثم الأدنى لتحقيق مبدأ العدالة.
وشددت على ان نسب النجاح في التعليم العام من مخرجات الثانوية مرتفعة جدا وبالتالي فإن الكليات والتخصصات المتاحة لا تستوعب كل هذه الأعداد، مطالبة جميع الطلبة ممن لم يحالفهم الحظ بالتسجيل للقبول في الفصل الدراسي الثاني.
وعلى خط النواب، دعا النائب هيف الحجرف الوزير الفارس إلى «ضرورة معالجة هذه الأزمة وفي حال عدم معالجتها فليكن جاهزا للمساءلة السياسية أو ليرحل هو ومديره».

الفارس التقى مسؤولي الهيئة
علمت القبس أن وزير التربية وزير التعليم العالي، د. محمد الفارس، اجتمع ظهر أمس، بمدير «التطبيقي» ومسؤولي عمادة القبول والتسجيل، واطلع على نتائج القبول، وأضافت مصادر أن الفارس دعا إلى ضرورة إنصاف المستحقين، وفتح باب التسجيل مرة أخرى لأيام واستقبالهم.
القبس هاتفت الفارس لسؤاله عن هذه الأزمة، لكنه لم يجب على الاتصال.

أسئلة نيابية.
طالب النائب خالد محمد العتيبي وزير التربية والتعليم العالي ومدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بالتدخل فوراً لتصحيح ما اسماه مهزلة رفع نسب القبول لطلبة التطبيقي المستجدين، قائلا لن نتهاون مع من يعبث بمستقبل ورغبات ابنائنا الطلبة.
وأضاف العتيبي ان اخطاء القبول بالتطبيقي فضيحة كبرى ووأد لمستقبل جيل كامل لديه رغبات وتطلعات خطط لها كثيراً، وفوجئ بتغيير نسب القبول بمزاجية ودون ابداء الأسباب على عكس ما تقدم له ابناؤنا الطلبة.
وتساءل العتيبي لماذا رُفضت رغبات الطلاب وعلى أي اساس تم توزيعهم على تخصصات لا يرغبونها، على الرغم من معدلاتهم ونسبهم المرتفعة.
وحذر العتيبي في ختام تصريحه وزير التربية والمسؤولين عن القبول في التعليم التطبيقي من التمادي في هذا الخطأ، قائلا لن ننتظر كثيراً وعلى التعليم التطبيقي ان يصحح خطأه فوراً، ويطمئن ابناءنا الطلاب بإجراءات جديدة وواضحة.

نواب الأمة.
حمل النائب حمدان العازمي مسؤولية عدم قبول الطلبة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي لأعضاء مجلس الامة بسبب تقليصهم لميزانية الهيئة في نهاية دور الانعقاد الماضي.
وقال العازمي في تصريح صحافي إن ما حصل من تقليص لميزانية التطبيقي سببه الخلاف السياسي والشخصي، والضحية اليوم هم أبناؤنا الطلبة، داعياً إلى عدم إقحام الخلاف السياسي في التعليم.

إحصائيات القبول.
بدوره، طالب النائب الحميدي السبيعي وزير التربية وزير التعليم العالي بتشكيل لجنة تحقيق فوراً من خارج إدارة التطبيقي، لتلقي تظلمات الطلبة والنظر في حقيقتها، على أن تقدم تقريرها خلال أسبوعين. ووجه السبيعي سؤالاً إلى الوزير حول كثرة شكاوى الطلبة وأولياء أمورهم بعد إعلان نتائج القبول في كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي الأول للعام المقبل.

المعدلات العالية.
من ناحيته، أكد النائب ماجد المطيري بورود شكاوى من طلبة التطبيقي بوجود تلاعب في نسب القبول لهذا العام، مما نتج عنه وقوع ظلم على أصحاب النسب العالية.

منظر مأساوي.
أثناء جولة القبس، تم منع دخول كبار السن وأبنائهم إلى صالة القبول، حيث فضل الآباء والأمهات الجلوس على الأرض في الأجواء الحارة إلى حين الاطمئنان على تسجيل أبنائهم.

نصّدق الفارس أم الموظفين؟
ذكّر طلبة تقدموا للتسجيل في «التطبيقي»، وزير التربية والتعليم محمد الفارس بتصريحات سابقة اكد فيها ان «نسب القبول في الجامعة والتطبيقي ثابتة ولن تتغير»، وتساءلوا: من نصدق؟ الفارس أم موظفي «التطبيقي؟» الذين قالوا إن النسب مرتفعة!
النظام أتلف البيانات.
أعرب طلبة عن استغرابهم من عدم وجود بياناتهم في التسجيل، عند مراجعتهم صالة القبول، لافتين إلى انهم اصطحبوا معهم الاستمارة التي تؤكد أنهم سجلوا في عدد من الرغبات، وواجهوا بها أحد المسؤولين الذي رد عليهم بدوره بأن «النظام لم يتحمل.. وأتلف بيانات الطلبة»!
فقدان المستندات
قال رئيس اتحاد طلبة التطبيقي عبدالله الصعفاك، إن قبول المستجدين للفصل الدراسي الأول شابه العديد من الأخطاء الضارة بمستقبل الطلبة.
وأوضح أن بعض الأقسام العلمية أخطأت في نتائج المقابلات الشخصية وضياع بعض المستندات، ولابد من إعادة النظر في القبول لإنصاف المتضررين الذين تنطبق عليهم الشروط وتم رفضهم أو قبولهم في تخصصات أدنى من الراغبين فيها رغم معدلاتهم العالية، إضافة إلى أن عميدة القبول بالهيئة سبق أن صرحت بأن لدى الهيئة 9877 مقعدا للمستجدين بالفصل الدراسي الأول 2018، بينما تم الإعلان عن قبول 9052 طالبا وطالبة فقط.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين