الخميس، 9 أبريل 2020

وزارة التربية والتعليم عن بعد





بقلم د. أنور عيسى الشعيب
عضو هيئة التدريس بقسم تكنولوجيا التعليم-كلية التربية الأساسية

كشفت أزمة كرونا غياب الخطط البديلة لدى وزارة التربية في الكويت، وأن مشاريع التعلم عن بعد و التعليم الإلكتروني كانت مجرد حبرا على ورق. ربما يرجع ذلك لعدم وجود قناعة داخلية بجدوى التعليم الإلكتروني لدى القيادات الحالية و السابقة لوزارة التربية. و أمام الضغط الذي مارسه ملاك المدارس الخاصة و الحملة الصحفية الشديدة التي تم شنها على وزارة التربية، لم يملك وزير التربية إلا أن يتراجع عن موقفه السابق الرافض لاستكمال العام الدراسي الحالي عن طريق التعلم عن بعد.

أولا يجب أن ندرك أن (التعلم عن بعد) بكافة نماذجه ( التعلم بالمراسلة - القراءات - التعليم الإلكتروني- التعليم المقلوب - التعليم المدمج - التعليم المتزامن و التعليم الغير متزامن و غيرهم ) ليس بديلا للتعليم التقليدي و إنما مُكمّل له. و أن ما يمارس حاليا هو نوع من أنواع التعليم الإلكتروني الطارئ، و غالبا لا يطبق أساسيات التصميم التعليمي لتعليم إلكتروني نموذجي الذي يحتاج لتوفر بنية تحتية تخدمه ومحتوى تعليمي رقمي مُعَد بشكل جيد، و تدريب للطلبة و الهيئة التدريسية و الإدارية للمدرسة.

من المسلمات القول أن ”التعليم يجب أن لا يقف“ ، لذلك بالإمكان استخدام التعليم الإلكتروني الطارئ للمراجعة و المتابعة و التقوية، لكن هذا لا يبرر الاعتماد على التعليم الإلكتروني الطارئ لتخطي المراحل الدراسية. خاصة في حال غياب معايير ضبط الجودة و التقييم لدى وزارة التربية. أضف إلى ذلك، أن التعليم الإلكتروني غالبا يركز على الأهداف والمهارات السلوكية المعرفية، أما الأهداف و المهارات الحركية والوجدانية فيصعب تحقيقها من خلال التعليم الإلكتروني فقط. و من يجادل في هذه المسألة عليه أولا أن يفرق بين أهداف و تطبيقات التعلم في المراحل التعليمية المبكرة و أهداف و تطبيقات التعلم في المرحلة الجامعية. بالإمكان التوسع في تطبيقات نماذج التعلم عن بعد في المرحلة الجامعية، خاصة إذا توفرت البنية التحتية المساعدة. فالطالب الجامعي يتمتع باستقلالية، وقدرة على التركيز و الانضباط و إدارة الوقت ومهارات استخدام و إدارة المحتوى الإلكتروني. و هي صفات ربما تغيب عن معظم طلاب المراحل المدرسية المبكرة.

وفي الختام .. لدي مجموعة من التساؤلات التي تبحث عن إجابة.

- ماذا كان يفعل قطاع البحوث التربوية والمناهج وكذلك إدارة التقنيات التربوية في السنوات السابقة ؟

- لماذا لا يوجد لدى وزارة التربية محتوى رقمي مُكَمل للمنهج الدراسي لكل مادة تعليمية ؟ مثل (فيديوهات تعليمية - وسائط متعددة - ألعاب تعليمية إلكترونية - تطبيقات تعليمية على الأجهزة الذكية )؟

- لماذا لا تضم لجان تأليف الكتب المدرسية أخصائي لتكنولوجيا التعليم ؟

أتمنى من السيد وزير التربية د. سعود الحربي الإجابة على هذه الأسئلة. وخاصة أنه كان مديرا لإدارة تطوير المناهج، ثم وكيلا مساعدا لقطاع البحوث التربوية والمناهج، ثم وكيلا لوزارة التربية، إضافة لرئاسته وعضويته للعديد من لجان ومشاريع التعليم الإلكتروني في وزارة التربية خلال السنوات السابقة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين