طالب بالتأني وعدم اتخاذ قرارات متسرعة
أشاد العميد السابق لكلية العلوم الصحية والباحث في الشأن البيئي البروفيسور فيصل الشريفي بالتدابير الوقائية التي اتخذتها دولة الكويت لحماية المجتمع من تفشي وباء "كورونا –كوفيد19" ومن ضمن هذه التدابير الوقائية كان تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة، إلا أن فترة تعطل الدراسة تمتد لأشهر طويلة، ومن هنا بدأ الحديث عن إيجاد بدائل لتمكين المؤسسات التعليمية من أداء دورها وتجاوز هذا التأخير الذي طال العملية التعليمية.
وقال د. الشريفي في تصريح خاص لـ "وربة نيوز" أن بعض
الأخوة طرحوا مشروع التعليم عن بعد "التعليم الالكتروني" ليكون نظاما
رديفا للنظام التعليمي الأكاديمي النظامي المعمول به في الدولة، ولكن للأسف
لا يوجد تحضير مسبق لطرح هذا النوع من التعليم فهو يحتاج إعداد جيد وفترة للتدريب
عليه وكيفية تواصل الطلبة مع أساتذتهم، فمن الصعب المقارنة بين العملية التعليمية
في دولة الكويت والدول الأخرى، حيث جاء قرار وقف العملية التعليمية في الكويت
بمنتصف العام الدراسي وهو ما أثر على القرار، بينما نجد أن غالبية الجامعات التي
لجأت لهذا النوع من التعلم في هذه الظروف لديها قاعدة تمكنها من خلالها تطبيق نظام
التعليم عن بعد.
وأضاف د. الشريفي أن الوضع القائم يحتاج إلى دراسة وتروي وتدريب
وجهد كبير ورؤى واضحة المعالم لتطبيق هذا النوع من التعليم في حالات الطوارئ فقط،
نعم المشروع جيد ولكن لا توجد بنى تحتية أو تحضير مسبق لتطبيقه، فضلا عن أنه لا
يوجد في أنظمتنا التعليمية اعتماد منظومة التعليم عن بعد، نحن نتفاعل مع طلبتنا من
خلال منصات التواصل الإلكتروني ونستخدمها في إثراء المنهج الدراسي ولكن الحقيقة لا
توجد مشاريع جاهزة للتطبيق بالفترة الحالية، وهذا لا يعني عدم الاستفادة من
"التعليم الإلكتروني" بشكل جزئي وادخاله ضمن منظومة التعليم ضمن التوجه
العام للتعليم في دولة الكويت، مشيرا إلى أن التعليم عن بعد له فوائد لا ننكرها،
ولكن فوائده يصعب تعميمها على جميع المقررات، لذلك فإن الهدف الأساسي من التعليم
الالكتروني هو رفع كفاءة التواصل ما بين الطالب وأستاذ المقرر وإثراء مصادر
المعرفة وتدريب الطالب على الوصول للمواقع البحثية وتوسيع مداركه المعرفية.
وأوضح د. الشريفي أننا نخوض تحديا كبيرا وقد ينجح المشروع ولكن
من الصعب تعميمه على جميع المناهج والمقررات الدراسية، ولكن يمكن الاستفادة من هذه
التجربة بإشغال الطالب خلال الفترة التي تسبق عودة الحياة الدراسية لطبيعتها ،
ولذلك لابد من البدء بتطبيق التعليم عن بعد حتى لا يكون هناك فراغ زمني طويل بين
الطالب ومقرراته الدراسية.
وبين د. الشريفي أن قضية استغلال الوقت في هذه الظروف
الاستثنائية التي تعيشها الكويت والعالم من خلال توجيه التعليم الالكتروني وإقراره
ضمن المشروع التربوي الشامل، فالقرارات المتعجلة دوما تأتي بنتائج عكسية، ولكن
يبقى أن تجربة هذا النوع من التعليم "التعليم عن بعد" هي تجربة عالمية
ومعمول بها في الكثير من الجامعات حول العالم، نعم لا يتم الاعتراف به بالتعليم عن
بعد كنظام قائم لوحده لكنه وجوده ضمن العمل المؤسسي والتعليم النظامي كجزء لا
يتجزأ من المنظومة التعليمية.
ووجه د. الشريفي رسالة للمسئولين عن التعليم في الكويت بعدم
التسرع في اتخاذ قرارات بهذا الشأن قبل دراسته بالإعداد الجيد لتطبيقه "لا
نريد المزيد من التجارب ولكن نريد المزيد من الابداعات نحو جودة التعليم ونحو
تمكين مؤسساتنا التعليمية من أداء دورها الوطني على أكمل وجه" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين