الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

غزة تستيقظ على اغتيال قيادي بالجهاد وتودع 10 من أبنائها


(كونا) استيقظ قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء على اغتيال القيادي بحركة الجهاد الاسلامي في القطاع بهاء أبو العطا بمنزله شرق مدينة غزة في عملية اسفرت عن استشهاده وزوجته واصابة عدد من أبنائه قبل أن يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء غارات قوات الاحتلال الإسرائيلية الى عشرة أشخاص.
وفي المقابل ردت الاذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية في حين دانت منظمات دولية ودول عدة الهجوم الإسرائيلي داعية كلا الجانبين الى وقف التصعيد حفاظا على حياة الأبرياء.
وحملت الرئاسة الفلسطينية في بيان صحفي نشرته وكالة الانباء الرسمية (وفا) حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الاوضاع في غزة باستهداف للمواطنين والممتلكات مطالبة المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده.
كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بتدخل دولي "فوري" لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة قائلا في بيان صحفي صدر عن مكتبه "يجب على اسرائيل وقف جرائمها ضد المدنيين فورا وندعو الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان لتوفير الحماية لأبناء شعبنا من انتهاكات الاحتلال سواء في غزة او الضفة".
واضاف ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية يجريان اتصالات اقليمية ودولية مكثفة "لمنع العدوان من التدحرج".
وشدد اشتية على ضرورة عدم السماح للمتنافسين في الانتخابات الاسرائيلية باستخدام الدم الفلسطيني كورقة انتخابية.
فيما اكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان صحفي العملية قائلا انه استهدف مبنى تواجد في داخله ابرز قادة الجهاد الاسلامي بقطاع غزة بهاء أبو العطا في عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الامن العام الاسرائيليين واصفا العملية بأنها "وقائية محددة لإزالة تهديد فوري في حركة الجهاد الاسلامي".
واتهم جيش الاحتلال أبو العطا بتنفيذه عمليات معظم نشاطات الحركة في قطاع غزة وقيامه بشكل مباشر في العمليات ومحاولات استهداف اسرائيليين وجنود جيش الاحتلال بطرق مختلفة ومن بينها "اطلاق قذائف صاروخية وعمليات قنص واطلاق طائرات مسيرة".
كما أكدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدم نيتها الاستمرار في التصعيد في اعمال العنف ضد قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي عقب انتهاء اجتماع أمني للحكومة المصغرة (كابينت) انهم سيفعلون كل ما هو مطلوب للدفاع عن أنفسهم "وهذا يستغرق وقتا وسنتيح للجيش القيام بعملية".
ودعا الإسرائيليين الى الاستماع والالتزام بأوامر وتعليمات الجبهة الداخلية معتبرا ان أبو العطا كان "قنبلة موقوتة".
واوضح نتنياهو انه اوعز لقواته بتنفيذ الاغتيال عقب اجتماع أمني عقد قبل عشرة ايام مشيرا الى أن "الطاقم الأمني كلفه بتحديد الموعد الملائم لتصفيته".
من جهته قال كوخافي خلال المؤتمر الصحفي نفسه ان العملية كانت "مركزة ودقيقة" وانه ليس لديهم "مصلحة" بالتصعيد لكنهم "جاهزون للمواجهات".
بدوره قال الجيش الإسرائيلي في بيان انه "منذ ساعات الصباح الأولى تم رصد اطلاق 190 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل فيما اعترضت منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية الاسرائيلية عشرات منها وفق السياسة المتبعة".
واوضح البيان ان نسبة الاعتراض بلغت أكثر من 90 بالمئة مشيرا الى أن أكثر من 50 بالمئة من هذه القذائف سقطت في مناطق مفتوحة.
من جانبها حملت فصائل المقاومة الفلسطينية في بيان صحفي مشترك الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية كاملة عن جريمة اغتيال أبو العطا مؤكدة ان غرفة العمليات المشتركة للأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية "ستتكفل بالرد الموجع على جريمة الغدر الصهيونية بحق أحد قادة المقاومة الفلسطينية".
واوضحت الفصائل ان العملية جاءت لتصدير الاحتلال ازماته الداخلية على حساب الدماء الفلسطينية لخدمة اجندته السياسية معتبرين ان العودة لسياسة الاغتيال خط احمر والاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة وتبعاته وانهم قادرون على ما وصفوه فرض قواعد الاشتباك.
وقالت حركة (الجهاد الاسلامي) في بيان صحفي ان "بهاء أبو العطا البالغ من العمر 42 عاما استشهد اثناء قيامه بعمل جهادي بطولي لدحر المؤامرات والدفاع عن الارض والعرض على يد الغدر والخيانة".
وتوعد الجهاد باستكمال مسيرة تحرير كامل فلسطين ورد وصفته ب "المزلزل على الاحتلال الإسرائيلي".
جاء ذلك في وقت ذكرت (سرايا القدس) الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي في بيان صحفي مقتضب انها بدأت بالرد على اغتيال قائدها أبو العطا وقصف (سديروت) و(اسدود) و(الخضيرة) و(القدس) برشقة صاروخية.
واعلنت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية الحداد والاضراب العام في جميع مرافق قطاع غزة ماعدا وزارة الصحة "وفاء للشهداء واستعدادا لمواجهة اي عدوان صهيوني جديد" داعية ابناء الشعب الفلسطيني وجميع عناصر المقاومة الى توخي الحذر من عملية اغتيال جديدة بحقهم.
وفي هذا الصدد دعا الاتحاد الاوروبي الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى وقف التصعيد بينهما مؤكدا في بيان تلته مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني ضرورة حماية حياة وامن المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين.
كما دانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والشعب الفلسطيني الذي أوقع عددا من الشهداء والجرحى محملتين الحكومة الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عن هذه "الحلقة من العدوان".
وقالت الجامعة في بيان ان الحكومة الاسرائيلية مسؤولة بالكامل عن هذه "الحلقة من العدوان بارتكابها الجريمة النكراء فجر هذا اليوم بكل نتائجها وتداعياتها".
وأكدت الجامعة العربية أن "الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل لن تزيده الا اصرارا وصمودا وتمسكا بأرضه بدورها اكدت منظمة التعاون الإسلامي في بيان صحفي ان هذا العدوان يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية محملة حكومة الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد الخطير.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وايقاف انتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي المتواصلة على الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الدولي دان الأردن وإيران وبريطانيا العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاردنية ضيف الله الفايز في تصريح صحفي ان التصعيد الاسرائيلي ضد القطاع واستهداف المدنيين الابرياء فيه لن يؤدي الا لزيادة التوتر والعنف وتعميق بيئة اليأس وتعزيز الاجندات المتطرفة في المنطقة ولن يفضي الى اية حلول.
وحمل الفايز اسرائيل مسؤولية التصعيد وتبعاته ضد القطاع وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذا التصعيد والعدوان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
من جانبها انتقدت ايران عبر وزارة خارجيتها في بيان "صمت" المنظمات الاقليمية والدولية ازاء "الاعتداءات والاعمال الإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني" داعية هذه المنظمات الى تحمل مسؤولياتها الانسانية والقانونية لإيقاف مثل هذه "الاعمال 
وأعرب المتحدث باسم الخارجية البريطانية في بيان صحفي عن قلق بلاده العميق ازاء تصاعد الأعمال القتالية في غزة مشددا على أن " أي هجمات تستهدف المدنيين غير قانونية وغير مبررةالإرهابية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين