- وكالة
الأناضول
حذر أكاديمي تركي من "العواقب الوخيمة"
لقتل الخفافيش أو غيرها من الحيوانات البرية الأخرى على خلفية تحميلها مسؤولية
تفشي وباء فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض
"كوفيد-19″، مؤكدا أن تدخل البشر في الحياة البرية أدى إلى انتشار أمراض مثل
الإيدز وإيبولا وكورونا عن طريق حيوانات برية مثل الشمبانزي والطيور.
وقال المحاضر في جامعة جانقيري التركية، مدير
مركز أبحاث الحياة البرية، تاركان يورولماز، إن إلقاء اللوم على الخفافيش أو غيرها
من الحيوانات البرية الأخرى في تفشي وباء كورونا أو غيره من الأمراض التي تهدد حياة
الإنسان، ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن معالجة تبعاتها في المستقبل.
وأشار يورولماز الذي يجري كطبيب بيولوجي، منذ
حوالي عشرين عاما دراسات أكاديمية تتعلق بالخفافيش، إلى أن وفيات البشر الناجمة عن
أمراض تسببها الفيروسات التاجية مثل سارس وميرس وكورونا، تثير أسئلة حول الكائنات
الحية التي كانت تحتضن تلك الفيروسات قبل انتقالها للإنسان.
الخفاش ليس
المشتبه الوحيد:-
وأوضح
يورولماز، أن الخفافيش تصدرت قائمة المتهمين بين الحيوانات البرية بالتسبب في
انتقال فيروس كورونا إلى البشر، لافتا إلى وجود حوالي 1400 نوع من الخفافيش حول
العالم.
وقال
"وفقا للدراسات التي أجريت حتى الآن، فإن الفيروسات التاجية (الفيروسات
التاجية هي العائلة التي ينتمي لها فيروس كورونا المستجد) المكتشفة في الخفافيش
التي تعيش في الصين تتشابه بنسبة 96% مع فيروس كورونا".
وأضاف
يورولماز "لكن ورغم أن الفيروس التاجي المكتشف في تلك الخفافيش يشبه كورونا
لدى البشر، فإن حيوانات أخرى أيضا مثل النمس والقطط البرية والثدييات التي تأكل
النمل والثعابين والأسماك، تعتبر أيضا بين أبرز المشتبه بها في نقل الفيروسات
التاجية".
الإخلال
بالنظام البيئي يؤدي لظهور أوبئة جديدة:-
أكد
يورولماز أن الأوبئة التي تسببت في وفاة الكثير من الناس تكشف في الوقت نفسه عن
ضرورة إعادة النظر في علاقة البشر بالبيئة والحياة البرية.
ولفت إلى
أن البشر الذين انتشروا على مساحات أوسع منذ القرن العشرين، تدخلوا بشكل أكبر في
الحياة البرية والنظم البيئية.
وأضاف
يورولماز أن "هذه التطورات ساهمت في تدمير النظم البيئية والموائل المجزأة
والحيوانات البرية التي وصلت إلى حافة الانقراض، مما أخل بالتوازن في النظام
البيئي وأدى لتفشي الأوبئة بشكل أكبر بين البشر".
وأردف أن
"تدخل البشر السافر في الحياة البرية والنظم البيئية أدى إلى انتشار أمراض
مثل الإيدز وإيبولا وكورونا عن طريق حيوانات برية مثل الشمبانزي والطيور".
وتابع
يورولماز أن "هناك زيادة كبيرة في العديد من الأمراض المعدية مثل فيروس نقص
المناعة البشرية (الإيدز)، وفيروس هانتا، والتهاب الكبد الوبائي، وسارس في جميع
أنحاء العالم" ، موضحا أن تزايد التغييرات التي تحد من
نشاط الحياة البرية وتدمير الموائل المجزأة وتدهورها، تؤثر بشكل سلبي أيضا على
احتمالات زيادة الاتصال ومعدلات انتقال الأمراض المعدية بين الحيوانات البرية من
جهة وبين البشر والحيوانات الأليفة من جهة أخرى.
لا تقتلوها:-
وحذر
الأكاديمي التركي، من قتل الخفافيش بحجة مساهمتها في تفشي كورونا، مشيرا إلى أن
عملا من هذا القبيل من شأنه أن يهدد التوازن الموجود في الحياة البرية، ويفتح
الطريق أمام ظهور أنواع أخرى من الأوبئة الفتاكة.
ولفت إلى
أن الصين تشهد هذه الأيام نقاشات حول قتل بعض أنواع الخفافيش أثناء فترات السبات،
وأن البيرو قتلت حوالي مئتي خفاش في إطار حملة منظمة يبدو أنها قد وصلت إلى
الولايات المتحدة الأميركية.
وقال
يورولماز إن إعلان الحرب ضد الخفافيش أو غيرها من الحيوانات البرية الأخرى على خلفية
تفشي كورونا، "سيؤدي إلى عواقب وخيمة تهدد حياة الإنسان حول العالم"
مشددا على ضرورة مكافحة وباء كورونا من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية الفعالة،
وحماية الحياة البرية، محذرا من أن الإخلال "بالتوازن البيئي سيؤدي إلى ظهور
أوبئة قد تجتاح العالم وتؤثر على جميع البشر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين