السبت، 6 يونيو 2020

رثاء من القلب

                                                     أ.د جعفر قاسم                     أ.د حسن نصر الله




بقلم/ أ.د  حسن نصر الله
المستشار الثقافي السابق بواشنطن – الولايات المتحدة الأمريكية

كم آلمنا رحيل فقيد الزمالة والأخوة الأستاذ الدكتور جعفر قاسم إلى جوار ربه، وكم كانت الصدمة قاسية وأليمة على كل من عرف أو تعامل مع الفقيد الراحل داخل الحرم الجامعي أو خارجه في مؤسساتنا العلمية.

ولولا إيماننا بقضاء الله سبحانه وتعالى، وبأن الحياة والممات بيد الباري عز وجل، لقلنا أن فقدان الفقيد مصيبة وكارثة لمن عرفه وتعامل معه سواء داخل الكويت أو خارجها.

ولا يسعني هنا في هذه الكلمات البسيطة إلا أن أسرد بعض مآثر الفقيد الأخلاقية والعلمية والدينية والاجتماعية والانسانية التي كان يتحلى بها فقيدنا الغالي الأستاذ الدكتور جعفر.

حيث كان الراحل من الرجال العصاميين الذين اكتسبوا علمهم ومعرفتهم وثقافتهم وتعليمهم الجامعي بجد ومشقة وإيثار وتضحية كبيرة ابتداء من سفره إلى أمريكا لدراسة الماجستير والدكتوراه في علم البيولوجيا الحيوية والفيروسات في ولاية تكساس الأمريكية على نفقته الخاصة، وعلى ما ادخره من مال من وظيفته كفني مختبر في وزارة الصحة بعد تخرجه من جامعة الكويت.

وكم كانت حياته في الغربة مثالا للشاب الكويتي الذي عشق العلم ولو بإيثار وتضحية، حيث انعكس ذلك في عمله كمساعد مختبر في جامعة تكساس نهارا وعامل وقود في محطة الوقود ليلا لكي يدفع نفقات دراسته العليا.

وانعكست هذه التضحية في تدرجه الوظيفي والاكاديمي من فني مختبر في مستشفى العدان إلى باحث رئيسي في إدارة التكنولوجيا الحيوية في معهد الكويت للأبحاث العلمية، وقد تم اختياره مساعدا للعميد للشئون الأكاديمية في كلية العلوم الصحية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب كأستاذ أكاديمي.

ولعل أهم عوامل نجاحه الوظيفي والأكاديمي ما تحلى به فقيدنا الراحل من سمات الأخلاق العالية، والتفاني في العمل، والرقي في التعامل مع زملائه، والتواضع الكبير وحب العمل ومساعدته للصغير قبل الكبير، والتطوع في اللجان الصعبة والمشاريع العلمية الكبرى، وتفانيه في أفكاره وطرحه النموذجي علميا وهندسيا وتكنولوجيا.

ويشهد الله سبحانه وتعالى أن المجتمع العلمي والاكاديمي داخل الكويت وخارجه على مستوى العالم قد فقد أحد أهم ركائزه العلمية برحيل الفقيد سواء في التدريب أو البحث العلمي أو تطوير تكنولوجيا المختبرات البيولوجية والفيروسية.

عزيزي الدكتور جعفر كنت مثالا للإيمان والأخلاق الكريمة والتواضع الكبير وحب الناس ومساعدتهم والتفاني في العمل لساعات النهار والليل في الحرم الجامعي، وكنت علما من علماء الكويت المحلية والعالمية والندوات وحلقات النقاش والورش العلمية ونشر الأبحاث في الدوريات العلمية المعتمدة عالميا في مجال البيولوجيا الحيوية وعلم الفيروسات.

سوف يتذكرك ويخلدك مجتمعك العلمي محليا وعالميا لسنوات قادمة، وسوف تبقى ذكراك محفورة في مخيلتنا وأذهاننا طيلة حياتنا.
رحمك الله فقيدنا الراحل وأسكنك الله سبحانه وتعالى فسيح جناته، وألهم ذويك الصبر والسلوان.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تنبيه:
الموقع غير مسئول عن أي محتوى أو تصريح أو تعليق يخالف القانون أو يسيء للآخرين